مستشفى الملك المؤسس في الشمال

مستشفى الملك المؤسس فـي الشمال

المنطقة تتناسب مع الحدث ، فالمكوث بأجوائها استشفاء ، واستنشاق هوائها استطباب ،وملامسة ترابها حكمة ،وجس أرضها واحتضانها تّبرك ، ومد النظر والتمعن فيها استمتاع ،والسهر فيها مناجاة ، والنوم على أرضها راحة ومعافاة ، كيف لا وأنت بجوار الرمثا بوابة المجد والخير، ومنها تكتحل عينيك برؤية اربد القمح والزيتون ،والى الجنوب جرش التاريخ والحضارة ، والى الشرق منك المفرق أرض الكرم والجود ، وهو بأحضان جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ، فعلى ذاك التراب الطهور ينتصب شامخاً صرحاً طبياً تعليمياً ، تفخر بأنك أردني عندما تشاهده ، وإذا كنت من أبناء الشمال فأنك تتيه عزاً وفخاراً بهذا الإنجاز الكبير .

مستشفى الملك المؤسس يحكي قصة الأردن الحديث ، قصة البناء والتقدم في بلادنا العزيزة ،قصة العلم والتعليم وكيف انتقل بنا من حال إلى أخرى ، فالإنجاز يتحدث عن نفسه ، وعظم الجهد وكمية المجهود اللذان تم بذلهما ماثلان ، يتحدثان عن نفسيهما ، والدقة والمهارة في التصميم واضحة للعيان ، واستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في أعداد البنية التحتية أو في العمل ليست بحاجة لأن تتم الإشارة إليها ، حقيقة انه من ملامح بناء الأردن الحديث المتطور ، وعلامة لا تدع مجالاً لشك على احترام الإنسان والاعتناء به ، ومراعياً لأحوال الناس وطبيعة تأمينهم الصحي ، في خطوةً إنسانية رائعة ، بأن توضع كل هذه الإمكانيات والطبية والتكنولوجيا والمهارة العالية بخدمة العامة فهذه هي الأمانة ، وهذه هي الرحمة والعدالة ، والتي لا نملك أمامها الاّ أن نقول لله دركم آل البيت ، فحقاً بكم تعمر الدنيا .

أما إذا دخلت للمكان فأنك بعفوية تقول ''ما شاء الله'' ، فيزداد حبك وإعجابك بالمكان ومن فيه فالتعامل اللطيف المتواضع ، ووقار العلماء وثقتهم واحترافهم ، والطمأنينة وراحة النفس لأنك متيقن بأن الكوادر مميزة وذات كفاءة عالية جداً ، وتجد أنفساً راضيةً ترضيك وتشعرك بأنها راغبةً بتقديم المساعدة الإنسانية طوعاً ، وتلمس الاهتمام والمتابعة الحثيثة بهمة تجعلك تنسى الألم والمعاناة ،ويسعدك جداً النظافة في المكان والحرص على أن يبقى نظيفاً في عمل دائب دون كلل ، وألحظ أن جميع الكوادر الأخرى الموجودة لراحة مراجعي المستشفى تعمل بنفس الهمة والطاقة العالية ، من السجلات إلى المحاسبة إلى التمريض ، كذلك الأمن وفرق الصيانة والكهرباء فيا ألهي كم من المهم أن تحذو مؤسساتنا ودوائرنا حذو مستشفى الملك عبدا لله الأول المؤسس .