الطب التقليدي والعلاج عن طريق الوخز بالابر

العلاج بالوخز بالإبر والطب التقليدي

في الأردن لدينا بعض المراكز التي تدعي بأنها تشفي أمراضاً كثيرة بواسطة العلاج بالوخز بالإبر. معظم المواطنين ليست لديهم معلومات كافية حول هذا العلاج القديم في تاريخ أدبيات الطب ويعود إلى فلسفة الطب الصيني التي تعتمد على فكرة أن المرض ينتج عن فقدان التآلف والتناسق بين الطاقة الحيوية لأعضاء الجسم الداخلية وبين تأثيرات خارجية وداخلية مثل: الطقس وفصول السنة واستخدام العلاج الطبيعي والإيمان بكيان العائلة المثالية وأشياء هي ما وراء الطبيعة - وهي الأسس التي وضعها الفيلسوف الصيني كونفوشيوس . العلاج بوخز الإبر هو جزء من عدة أنواع من المعالجات التي قد تستخدم معاً، وأهمها العلاج بالأعشاب. العلاج بالوخز يحتاج لعدة خطوات للوصول إلى تشخيص المرض أولاً وذلك بأن يتم التحدث مع المريض عن شكواه وحياته، ثم ملاحظة أوضاع المريض (شكل ولون الوجه، الجلد، اللسان، النبض، وسماع صوت التنفس ورائحة الجسم والفم).ومن ثم يصل المعالج إلى التناسق المطلوب للبدء بالعلاج. يقول المؤرخون أنهم اكتشفوا أدوات للعلاج بالوخز في منطقة بكين تعود الى (000ر300ق.م - 000ر500 ق.م). انتقل هذا النوع من العلاج من الصين إلى آسيا وأوروبا عن طريق الحرير. العلاج الأساسي هو باستخدام الوخز بالإبر، كذلك استخدام الحرارة للتنشيط، واستخدام كاسات الهواء، والعلاج بضغط الأصابع، واستخدام الأعشاب. لكن يمكن العلاج بالوخز بالإضافة للمساج والضغط على أمكنة معينة في الجسم. فالطبيب الصيني (NUA TUO) (011م ? 207 م) وصف نقاط الوخز بالإبر بأنها موجودة بشكل طولي على جانبي العمود الفقري والتي تستخدم حتى يومنا هذا. تعمل الإبر الدقيقة على تحفيز قدرة الجسم الذاتية في عملية الشفاء من خلال مسارات أو خطوط الطاقة الكامنة في الجسم عبر هذه النقاط والاعتقاد بأن أعراض المرض تظهر بسبب حجب مسار الطاقة ولهذا فان عملية الوخز بالإبر تقوم بإزالة الحواجز التي تحجب مسار الطاقة وعليه تنطلق هذه الطاقة وتساعد على شفاء المرض. ولقد انتشر هذا النوع من العلاج في كوريا واليابان سنة (200 ق.م) ثم تطور بواسطة البوذيين بين (400م ? 800م) ومنذ عام (639م) أصبح هناك نوعان من العلاج (1) علاج الوخز اليدوي الكوري (2) وعلاج وخز فروة الرأس الياباني. أما الصين فقد جمعت بين الطب التقليدي القديم والطب الغربي في العلاج بالوخز، بنتائج ناجحة توازي 40%. وكانت أول عملية لإزالة اللوزتين في عام 1964 في شنغهاي بالوخز بالإبر دون استخدام البنج. واليوم هناك عدة أمراض تعالج بهذه الطريقة في الصين. أما العلاج بالوخز بالإبر في الغرب فلقد جلبها الرهبان والعلماء الرحالة إلى أوروبا. وكان أول مصدر للمعلومات للعلاج بالوخز بالإبر قد بدأ (1601) م ، وكان الطبيب الصيني المشهور (Zhen Jiv Du Cheng) قد ألف كتاباً مهماً حول الموضوع. ولقد قام الفرنسيون بتطوير العلاج باستخدام نقاط على الأذن تمثل جميع أعضاء الجسم. لكن شهرة هذا العلاج قد ظهرت بين أطباء الغرب منذ عام (1950) خاصة في عيادات علاج الألم . وكانت قمة شهرة العلاج بالوخز عندما أجريت للمحررة(James Reston) في جريدة (New York Times) عملية استئصال الزائدة بدون بنج (1996). وفي عام 1997 وافقت مؤسسة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) على اعتماد العلاج بالوخز بالإبر، كما اعتمدت ذلك المؤسسة الوطنية للصحة كنوع من العلاج الحقيقي. هناك أمراض كثيرة ضمن جميع الاختصاصات وكذلك يمكن معالجتها جميعها بالوخز بالإبر، بالاضافة الى امكانية علاج المدخنين للتوقف عن التدخين وتخفيف الوزن، لكن لكي ينجح العلاج لا بد للمريض من أن يكون لديه الايمان به.

إن الثوابت التاريخية للعلاج بالوخز بالإبر لعدة قرون تؤكد أن هذا النوع من العلاج آمن إذا كان في أيد متدربة وانه غير مكلف. وفي الدول العربية والشرق اوسطية هناك الكثير من غير الأطباء يمارسون هذا العلاج بالخفاء وهنا أود أن أرسل ملاحظة من خلال مقالي إلى المسؤولين في وزارة الصحة لإعادة النظر في مراكز العلاج الصيني خاصة الوخز بالإبر وكذلك مراكز العلاج بالمساج وبالأعشاب ومراكز العلاج الطبيعي ومحلات بيع المستحضرات غير المعروفة تركيباتها والتأكد من كفاءة هذه المراكز وصلاحيتها ومصداقيتها والقصد هو حماية المواطن وسمعة الطب الجيدة في الأردن وعدم استغلال المرضى خاصة من الدول الشقيقة ومنع أي نوع من الشعوذة.