( داروين ) ونظرية التطور بعد مرور 150 عام

داروين ونظرية التطور بعد مرور 150 عاماً

كتب (Dr. James Evans) أستاذ ورئيس قسم طب الوراثة - جامعة شمال كارولينا - في مجلة JAMA الطبية 11/2/2009 عن حياة تشارلز داروين فلقد ولد عام (1809م) في مقاطعة شروزبري - انجلترا وتوفي (1882م) وكان عالم أحياء فذاً وتجول في العالم منذ صغره. حقق انجازات من خلال دراساته حول التوزيع الجغرافي للحياة البرية والاحافير وبقايا النباتات والحيوانات المتحجرة، وخرج بنظريته التي اعلنها (1859) حول أصول وتطور الكائنات (Origin of Species) ومفادها: ''أن أصل الخلائق ونوع الجنس البشري كان بسبب الاختيار والانتقاء الطبيعي''. لقد حملت نظرية داروين حول التطور صفة البساطة لكنها تجاوزت عمق التفكير وهزت العرف والتقليد الاجتماعي، مما أعطاه لقب اخطر رجل في بريطانيا آنذاك. وباعتقاد العالم (Dobzhansky) (المجلة الأمريكية البيولوجية - Am Biol Tech) 3791/ عدد 35)، فإن ليس هناك شيء في علم الأحياء يوازي نظرية داروين في التطور. حيث بدأ الاهتمام المتزايد للنظرية وتأثيرها في الطب الحديث. يقول (Dr. Evans) إن النظرية أدت لتطور مذهل في التحليل الوراثي للأمراض المستعصية وإن أهمية معرفة ازدهار التطور البيولوجي بالنسبة للعلوم الطبية كانت ستسعد داروين عندما بدأ يفكر بنظريته وهو شاب يدرس الطب في ادنبره، لكن تحمسه للتاريخ الطبيعي قاده إلى الهروب من ساحة الطب لكنه لاحظ بأن بالإمكان فهم جسم الإنسان على أسس استكشاف ماضيه التطوري. على أي حال بدأ الأطباء خلال العشرين سنة الماضية يدركون وثاقة الصلة في موضوع أعمال داروين مع غزارة البحوث الحديثة التي تركز على الطب التطوري ألنشوئي. هذا التقارب انعكس ايجاباً على تفسيره معرفة ظواهر الشيخوخة والسمنة ومرض السكري والسرطان وانفصام الشخصية والتوحد وهذا ما أوضحه علماء مثل (William's & Nesse) ? (التطور ونشوء الأمراض)? مجلة(Sci Am)(8991)، (Bull World's Health Organs) (8002) وما نشره (Ness) '' ماذا يقدم التطور البيولوجي للرعاية الصحية'' كذلك ما نشره (Shubin) ''رحلة إلى الثلاثة بلايين سنة من عمر الإنسان''في مجلة (Random) 8002 (نيويورك). لقد اعتبر العلماء قبل نظرية داروين أن الأنواع الإحيائية ثابتة وغير قابلة للتحول، لكن داروين أكد على وجود اختلافات بين الأشخاص وهي القاعدة الأساسية وبعد 150 عاماً من نظريته بدأ الأطباء يهتمون بأفكار داروين من وجود اختلافات وراثية تميز كل شخص عن غيره. ويعتقد (James Evans) مجلة JAMA الطبية الأمريكية 11/2/2009 أن نظرية التطور لها علاقة في تعلم الطب وممارسته وكل ما في الأمر أنها تعكس اقتراب التطور للتعليم الطبي الذي يشترط وجود منطق كي نفهم الجسم البشري في كلتا حالتي الصحة والمرض. كما أن تعمقنا بنظرية التطور لفهم جسم الإنسان يؤدي إلى فهم كل ما يتعلق بعلم الجينات والوراثة والتشريح وكذلك التفاعل بين الجراثيم والمريض. وبعد 200 عام على مولد داروين ظهر التطور العرقي الوراثي والمسمى إلى (Genome ? Wide Association Studies) (GWASs) وهي دراسات حول العديد من الأمراض خاصة الدماغ والأعصاب وبيان علاقتها بتعدد الجينات. ويأمل العلماء أن يساعد ذلك على معرفة أسباب الأمراض الوراثية المزمنة ولقد تم ولحد كبير فهم بعض الأمراض الوراثية وذلك عندما تم نشر خريطة الوراثة الإنسانية غير الكاملة (Genomap) وكذلك الخريطة المفردة البسيطة المسماة (Hap Map Analysis) وعلى العلماء أن يعملوا بجد لإكمال معرفة مالم يعرف منها الآن لان ذلك سيساعد حتماً على معرفة الكثير عن الأمراض وبالتالي أسبابها وعلاجها. هذا وقد اطلعت على دراسة وضعها الأستاذ الدكتور حامد اسحق خواجه ? كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز ? يقول فيها حول ''حقيقة نظرية داروين''. لقد أحدثت نظرية داروين دوياً كبيراً حين ادعت أن الإنسان يعود أصله إلى القرود. ويلخص نظرية داروين: (1) بدء وتطور الحياة على الأرض (2) الجنس البشري كجزء من هذه الحياة. (3) وان المخلوقات جميعها بدأت من خلية واحدة، والإنسان تطور من الثدييات (القرود). ويقول د. حامد أن داروين يشير إلى أن التطور في الإنسان اخذ منحى آخر وهو العقل والذكاء والمنطق، وان التطور البشري مستمر منذ البداية، وان الأجناس أعلى السلسلة البشرية ولها القدرة لتوجيه الأجناس التي هي دونها. ويعتقد د. حامد أن النظرية أساس قيام الحركات العنصرية، وتبرر للغربيين الاستعمار، وأساس للإباحية الجنسية، والتمييز العنصري. كما يعتقد د. حامد أن نظرية داروين إلحادية، ويذكر عدة مراجع تؤيد اعتقاده بالنظرية. وهنا أضع نظرية داروين والأفكار المؤيدة لها من عدة علماء وكذلك الأفكار التي تخالفها مثل د. اسحق خواجه أضعها للقارئ لإبداء الرأي حول النظرية بالأسلوب العلمي والحوار البحثي غير المنحاز.